مجزوءة
المعرفة
إن كل
عملية فكرية تستوجب وجود ذات عارفة متصفة بالوعي و العقل و في المقابل موضوع معرفة
، و المعرفة تحتم على العالم أن يلتزم الحياد في بنائه للمعارف حتى تكون موضوعية و
لذا ينبغي التخلي عن وجهته الخاصة و شعوره الخاص في تعامله مع موضوع الدراسة ،
فالمعرفة ليست معطيات جاهزة و تلقائية بل هي نتاج لمجهود إنساني تتدخل في إنشائه
عوامل ووسائل متعددة ، فسواء تعلق الأمر بمعرفة الطبيعة أو معرفة الإنسان ذاته،و
ينبغي على الإنسان احترام مناهج تؤهله إلى إثبات الحقيقة و توصله إلى معرفة ذات
قيمة موضوعية ، إن التقييم العلمي و المعرفي للإنسان أتاح له فرصة السيطرة على
العالم م مكنه من فهم ألغازه ، فابتداء من القرن17 عرف العالم ثورات علمية بفضل
اعتماد المنهج التجريبي ، كانت لهذه الثورات اثر واضح في تقدم الإنسانية.
النظرية
العلمية : تطرح
علاقة النظرية بالتجربة إشكالا يتمثل في تحديد الأساس الذي ينبغي اعتماده لفهم
العالم إذ نجد عددا من الفلاسفة و المفكرين يعتبرون أن للعقل القدرة الكاملة على
فهم قوانين العالم و اكتشاف أسراره وذلك عن طريق التأمل النظري لأن العقل يمتلك
أفكارا فطرية تؤهله لفهم كل ما في الوجود ، بينما نجد عددا من الفلاسفة و العلماء
يعتبرون أن المعرفة ينبغي أن تُستمد من الواقع وذلك من خلال اعتماد التجربة و
الحواس ، غير أن هذا الاختلاف الموجود بين التصورين يفضي إلى نمطين من البحث يكون
أحدهما بحث عقلاني بينما يكون الآخر بحث تجريبي.
الحقيقة
: تعتبر الحقيقة هدفا لكل
بحث علمي ولكل تأمل فلسفي , إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان سواء في علاقات
اجتماعية أو في حياته الشخصية أو في علاقته بالوجود. غير أن مفهوم الحقيقة
يتصف بنوع من الغموض سببه تعدد الحقائق ، و تعدد مصادر المعرفة كما تطرح صعوبة
تمييز الحقيقة عن أضدادها نتيجة تداخلهم
العلوم
الإنسانية : لقد
كان ظهور العلوم الإنسانية خلال ق. 19 جد متأخر بالمقارنة مع العلوم التجريبية ،
لهذا لازالت تعاني من صعوبات في تحديد موضوع دراستها وفي اختيار المنهج المناسب
للبحث ، غير أن أهم الإشكالات التي تطرحها : تتمثل في تحديد علاقة الذات بالموضوع
ما دام الإنسان هو الذات الباحثة و في نفس الوقت هو موضوع البحث. و يترتب عن ذلك تحديد
قيمة المعرفة التي تنتجها العلوم الإنسانية إذا ما قورنت بما تنتجه العلوم
التجريبية.
الاستنباط : عملية ذهنية يستخلص العقل بواسطتها ضرورة
قضية جزئية من قضايا عامة سابقة على أساس قواعد منطقية . ويقابله الاستقراء الذي هو
انتقال من الجزئي إلى الكلي العام
.
النظرية : يقصد عادة باللفظ كل ما هو تأملي معزول
عن الواقع و يناقض الممارسة والتجربة . لكن اللفظ يدل بشكل أدق على مجموع الأطروحات
و القوانين التي تؤسس نسقا متكاملا في مجال معين ( الفيزياء مثلا).
التجربة : يستعمل اللفظ عادة للتعبير عن مجموعة
من التعلمات التي يكتسبها الفرد من الحياة ، لكن يستعمل أيضا للدلالة على ما تقدمه
الحواس من معطيات حسية خارجية . أما الاستعمال الدقيق له فيتم خصوصا في المجال العلمي
حيث يدل على اللحظة المنهجية التي يتم فيها اختبار الفروض
.
التفسير : الفعل الذي بواسطته يسعى الفكر إلى
ضبط قواعد و قوانين اشتغال مجموعة من الظواهر (مثلا تفسير حركة النجوم).
الحقيقة : ينتمي اللفظ أساسا لمجال الخطاب . إذ
تدل الحقيقة على ما نبنيه من حكم على الواقع أو ظاهرة ما . وهي بذلك إعادة تأسيس وبناء
للواقع وليست نسخا له
.
الرأي : يدل فلسفيا على معرفة عامة غير مبنية
و أقل درجة من المعرفة العلمية و الفلسفية ، و بذلك فالرأي شكل من أشكال الاعتقاد الذي
يغلب عليه الظن حكم لا يقوم على أسس عقلية واضحة و إنما هو حكم خاضع لنسق من القيم
السائدة
.
العقل : ملكة الحكم والتمييز بين الصحيح و الخاطئ
بين الخير و الشر . وقد يقصد به المبدأ العام الذي يضفي الوحدة و النظام على كل المعارف
و المعطيات الحسية
.
العقلانية : صفة للمذهب أو الاتجاه الذي يعطي الأولوية
للعقل و تفسير الظواهر و بلوغ الحقيقة أو يعتبر العقل وحده مصدر الظواهر الحقيقة
.
الفهم : النشاط الفكري الذي بواسطته يدرك الإنسان
الظواهر ويربط بين الفعل و النتائج قصد إضفاء الدلالات و المعاني على الظواهر
.
المعيار : القاعدة أو المقياس الذي نستعمله للحكم
على صدق القضية منطقيا أو الشيء من حيث قيمته الجمالية (الجمال) أو على التصرف ( الأخلاق).
المنهج : يقصد به مجموع العمليات و الخطوات و
الإجراءات التي بواسطتها يمكن بلوغ هدف محدد في مجال معين (الفيزياء مثلا).
الموضوع : ما هو مفكر فيه و خاضع لنشاط الذات العارفة
. أو ما تضعه الذات و تتخذه مادة للمعرفة و التفكير.
الموضوعية : إنها خاصية ما هو موجود بشكل مستقل عن
الذات في مقابل ما هو ذاتي . كما أن اللفظ يدل على ما هو متطابق مع واقعة ما . ويشكل
أساسا مشتركا بين جميع الناس
.
اليقين : حالة الفكر أو العقل الذي يتبنى بشكل
محكم و صارم كل ما توصل اليه من حقائق.
إرسال تعليق